طنجة.. مشروع ثقافي يرسّخ مكانة المدينة كوجهة سياحية عالمية

تشهد مدينة طنجة تحولًا جذريًا يعيد تشكيل هويتها الثقافية، في ظل مشاريع حضرية كبرى تستهدف تعزيز السياحة الثقافية والفنية.
هذا التحول، الذي تواكبه وسائل الإعلام الدولية، كان محور تقرير لقناة “تي في 5 موند” الفرنسية، التي سلطت الضوء على دينامية الإبداع التي تشهدها المدينة، بوصفها وجهة سياحية متجذرة في التراث والفن المعاصر.
ووفقًا للقناة، فإن طنجة، التي طالما عُرفت بأنها مدينة الفنانين والرحالة، تعيش مرحلة انتقالية تعيد من خلالها تشكيل فضاءاتها الحضرية وتستثمر في بنيتها التحتية الثقافية.
وأشار التقرير إلى أن المدينة، الواقعة عند ملتقى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، استقطبت على مر العصور أسماء بارزة في عالم الفنون، من يوجين ديلاكروا وكيس فان دونغن إلى نيكولاس دي ستايل والفنان المغربي أحمد اليعقوبي.
ويشكل مشروع “ميناء مدينة طنجة”، الذي أطلق عام 2010، محورًا رئيسيًا في هذه الدينامية الجديدة. ويهدف المشروع إلى إعادة ربط المدينة بمينائها عبر تطوير فضاءات سياحية وثقافية، كما أوضح محمد أوعنايا، الرئيس المدير العام لشركة تهيئة ميناء طنجة المدينة.
وأضاف أن “التحول الذي تشهده طنجة يوازن بين السياحة البحرية والترفيهية مع الحفاظ على هوية المدينة الثقافية”.
وتشير القناة الفرنسية إلى أن إعادة تأهيل المدينة العتيقة والمتاحف الجديدة وإقامات الفنانين يشكل جوهر هذا التحول.
ومن بين المبادرات البارزة، يبرز رواق “كونيل”، الذي يعرض أعمالًا لفنانين مغاربة وعالميين، ويوفر منصة لاكتشاف مواهب جديدة، إضافة إلى توجيه الزوار نحو المتاحف والفضاءات الثقافية المستحدثة داخل قصور تاريخية تم ترميمها.
ويعد متحف ابن بطوطة، الذي أقيم داخل الحصن القديم، من بين المعالم التي تشهد على هذا التحول، حيث يروي مسيرة الرحالة الطنجاوي الشهير الذي جاب العالم في القرن الرابع عشر.
وعلى مقربة منه، يبرز متحف القصبة كفضاء للفن المعاصر، استُثمر فيه السجن القديم ليشكل نقطة التقاء بين التراث والتجديد المعماري.
ويستمر هذا التحول حتى عام 2029، استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم 2030، الذي ستحتضن طنجة جزءًا من منافساته. ووفق التقرير، فإن السكان بدأوا يتأقلمون مع هذا التغيير، حيث أصبح التجول بين المدينة العتيقة والميناء أكثر سلاسة، مما يعزز اندماج النسيج الحضري والثقافي للمدينة.
ويرى أوليفييه كونيل، صاحب رواق “كونيل” والراعي الفرنسي المقيم في طنجة منذ عقدين، أن هذا التحول يمثل “مكسبًا لا يقدر بثمن” لطنجة، التي ترسخ مكانتها كوجهة للفنانين وعشاق الثقافة حول العالم.